فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال قتادة: بوكيل: بحفيظ.
وقال الزمخشري: للناس: لأجل حاجتهم إليه، ليبشروا وينذروا.
فتقوى دواعيهم إلى اختيار الطاعة على المعصية، فلا حاجة لي إلى ذلك، فأنا الغني.
فمن اختار الهدى، فقد نفع نفسه؛ ومن اختار الضلالة، فقد ضرها، وما وكلت عليهم لتجبرهم على الهدى.
فإن التكليف مبني على الاختيار دون الإجبار.
انتهى، وهو على مذهب المعتزلة.
ولما ذكر تعالى أنه أنزل الكتاب على رسوله بالحق للناس، نبه على أنه من آياته الكبرى يدل على الوحدانية، لا يشركه في ذلك صنم وعلى غيره، فقال: {الله يتوفى الأنفس حين موتها} والأنفس هي الأرواح.
وقيل: النفس غير الروح، قاله ابن عباس.
فالروح لها تدبير عالم الحياة، والنفس لها تدبيه عالم الإحساس.
وفرقت فرقة بين نفس التمييز ونفس التخييل.
والذي يدل عليه الحديث واللغة أن النفس والروح مترادفان، وأن فراق ذلك من الجسد هو الموت.
ومعنى يتوفى النفس: يميتها، والتي: أي والأنفس التي لم تمت في منامها، أي يتوفاها حين تنام، تشبيهًا للنوام بالأموات.
ومنه: {وهو الذي يتوفاكم بالليل} فبين الميت والنائم قدر مشترك، وهو كونهما لا يميزان ولا يتصرفان.
فيمسك من قضى عليها الموت الحقيقي، ولا يردها في وقتها حية؛ ويرسل النائمة لجسدها إلى أجل ضربه لموتها.
وقيل: {يتوفى الأنفس} يستوفيها ويقبضها، وهي الأنفس التي يكون معها الحياة والحركة.
ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها، وهي أنفس التمييز، قالوا: فالتي تتوفى في النوم هي نفس التمييز لا نفس الحياة، لأن نفس الحياة إذا زالت زال معها النفس.
والنائم يتنفس، وكون النفس تقبض، والروح في الجسد حالة النوم، بدليل أنه يتقلب ويتنفس، هو قول الأكثرين.
ودل على التغاير وكونها شيئًا واحدًا هو قول ابن جبير وأحد قولي ابن عباس؛ والخوض في هذا، وطلب إدراك ذلك على جليته عناء ولا يوصل إلى ذلك.
{إن في ذلك} أي في توفي الأنفس مائتة ونائمة، وإمساكها وإسالها إلى أجل، {لآيات} لعلامات دالة على قدرة الله وعلمه، {لقوم} يجيلون فيه أفكارهم ويعتبرون.
وقرأ الجمهور: {قضى} مبنيًّا للفاعل، {الموت} نصبًا؛ وابن وثاب، والأعمش، وطلحة، وعيسى، وحمزة، والكسائي: مبنيًّا للمفعول؛ الموت: رفعًا.
فأم منقطعة تقدر ببل والهمزة، وهو تقرير وتوبيخ.
وكانوا يقولون: هؤلاء شفعاؤنا عندنا، والشفاعة إنما هي لمن ارتضاه الله وبإذنه تعالى، وهذا مفقود في آلهتهم.
وأولو معناه: أيتخذونهم شفعاءهم بهذه المثابة من كونهم لا يعقلون ولا يملكون شيئًا، وذلك عام النقص، فكيف يشفع هؤلاء؟ وتقدم لنا الكلام في أولو في سورة البقرة.
وقال ابن عطية: متى دخلت ألف الاستفهام على واو العطف أو فائه أحدثت معنى التقرير. انتهى.
وإذا كانوا لا يملكون شيئًا، فكيف يملكون الشفاعة؟ وقال الزمخشري: أي ولو كانوا على هذه الصفة لا يملكون شيئًا قط حتى يملكوا الشفاعة، ولا عقل لهم. انتهى.
فأتى بقوله: قط، بعد قوله: لا يملكون، وليس بفعل ماض، وقط ظرف يستعمل مع الماضي لا مع غيره، وقد تكرر للزمخشري هذا الاستعمال، وليس باستعمال عربي.
{قل لله الشفاعة جميعًا} فهو مالكها، يأذن فيها لمن يشاء ثم أتى بعام وهو: {له ملك السموات والأرض} فاندرج فيه ملك الشفاعة.
ولما كانت الشفاعة من غيره موقوفة على إذنه، كانت الشفاعة كلها له.
ولما أخبر أنه له ملك السموات والأرض، هددهم بقوله: {ثم إليه ترجعون} فيعلمون أنهم لا يشفعون، ويخيب سعيكم في عبادتهم.
وقال الزمخشري: معناه له ملك السموات والأرض اليوم، ثم إليه ترجعون يوم القيامة، فلا يكون الملك في ذلك إلا له، فله ملك الدنيا والآخرة.
{وإذا ذكر الله وحده} أي مفردًا بالذكر، ولم يذكر مع آلهتهم.
وقيل: إذا قيل لا إله إلا الله، {وإذا ذكر الذين من دونه} وهي الأصنام.
والاشمئزاز والاستبشار متقابلان غاية، لأن الاشمئزاز: امتلاء القلب غمًا وغيظًا، فيظهر أثره، وهو الانقباض في الوجه، والاستبشار: امتلاؤه سرورًا، فيظهر أثره، وهو الانبساط، والتهلل في الوجه.
وقال الزمخشري: فإن قلت: ما العامل في وإذا ذكر؟ قلت: العامل في إذا الفجائية تقديره: وقت ذكر الذين من دونه فاجأوا الاستبشار.
وقال الحوفي: {إذا هم يستبشرون} إذا مضافة إلى الابتلاء والخبر، وإذا مكررة للتوكيد وحذف ما تضاف إليه، والتقدير: إذا كان ذلك هم يستبشرون، فيكون هم يستبشرون العامل في إذا، المعنى: إذا كان ذلك استبشروا. انتهى.
أما قول الزمخشري: فلا أعلمه من قول من ينتمي للنحو، وهو أن الظرفين معمولان لعامل واحد، ثم إذا الأولى ينتصب على الظرف، والثانية على المفعول به.
وأما قول الحوفي فبعيد جدًّا عن الصواب، إذ جعل إذا ماضفة إلى الابتداء والخبر، ثم قال: وإذا مكررة للتوكيد وحذف ما تضاف إليه، فكيف تكون مضافة إلى الابتداء والخبر الذي هم يستبشرون؟ وهذا كله يوجبه عدم الإتقان لعلم النحو والتحدث فيه، وقد تقدم لنا في مواضع إذا التي للمفاجأة جوابًا لإذا الشرطية، وقد قررنا في علم النحو الذي كتبناه أن إذا الشرطية ليست مضافة إلى الجملة التي تليها، وإن كان مذهب الأكثرين، وأنها ليست بمعمولة للجواب، وأقمنا الدليل على ذلك، بل هي معمولة للفعل الذي يليها، كسائر أسماء الشرطية الظرفية، وإذا الفجائية رابطة لجملة الجزاء بجملة الشرط، كالفاء؛ وهي معمولة لما بعدها.
إن قلنا إنها ظرف، سواء كان زمانًا أو مكانًا.
ومن قال إنها حرف، فلا يعمل فيها شيء، فإذا الأولى معمولة لذكرهم، والثانية معمولة ليستبشرون.
ولما أخبر عن سخافة عقولهم باشمئزازهم من ذكر الله، واستبشارهم بذكر الأصنام، أمره أن يدعو بأسماء الله العظمى من القدرة والعلم ونسبة الحكم إليه، إذ غيره لا قدرة له ولا علم تام ولا حكم، وفي ذلك وصف لحالهم السيىء ووعيد لهم وتسلية للرسول عليه السلام.
وتقدم الكلام في {اللهم} في سورة آل عمران.
{ولو أن للذين ظلموا} تقدم الكلام على تشبيهه في العقود.
{وبدا لهم من الله} أي كانت ظنونهم في الدنيا متفرقة، حسب ضلالاتهم وتخيلاتهم فيما يعتقدونه.
فإذا عاينوا العذاب يوم القيامة، ظهر لهم خلاف ما كانوا يظنون، وما كان في حسابهم.
وقال سفيان الثوري: ويل لأهل الرياء من هذه الآية.
{وحاق بهم ما كانوا} أي جزاء ما كانوا وما فيما كسبوا، يحتمل أن تكون بمعنى الذي، أي سيئات أعمالهم، وأن تكون مصدرية، أي سيئات كسبهم.
والسيئات: أنواع، العذاب سميت سيئات، كما قال: {وجزاء سيئة سيئة مثلها}. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

قوله: {أَمِ اتخذوا مِن دُونِ الله شُفَعَاء} أم هي المنقطعة المقدّرة ببل، والهمزة، أي: بل اتخذوا من دون الله آلهة شفعاء تشفع لهم عند الله {قُلْ أَوَلَوْ لَّوْ كَانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلاَ يَعْقِلُونَ} الهمزة للإنكار، والتوبيخ، والواو للعطف على محذوف مقدّر، أي: أيشفعون، ولو كانوا الخ، وجواب لو محذوف تقديره تتخذونهم، أي: وإن كانوا بهذه الصفة تتخذونهم، ومعنى لا يملكون شيئًا: أنهم غير مالكين لشيء من الأشياء، وتدخل الشفاعة في ذلك دخولًا أوليًّا، ولا يعقلون شيئًا من الأشياء؛ لأنها جمادات لا عقل لها، وجمعهم بالواو، والنون لاعتقاد الكفار فيهم أنهم يعقلون.
ثم أمره سبحانه بأن يخبرهم: أن الشفاعة لله وحده، فقال: {قُل لِلَّهِ الشفاعة جَمِيعًا} فليس لأحد منها شيء إلا أن يكون بإذنه لمن ارتضى، كما في قوله: {مَن ذَا الذي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255]، وقوله: {وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارتضى} [الأنبياء: 28]، وانتصاب {جميعًا} على الحال، وإنما أكد الشفاعة بما يؤكد به الاثنان، فصاعدًا؛ لأنها مصدر يطلق على الواحد، والاثنين، والجماعة، ثم وصفه بسعة الملك، فقال: {لَّهُ مُلْكُ السموات والأرض} أي: يملكهما، ويملك ما فيهما، ويتصرف في ذلك كيف يشاء، ويفعل ما يريد {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} لا إلى غيره، وذلك بعد البعث.
{وَإِذَا ذُكِرَ الله وَحْدَهُ اشمأزت قُلُوبُ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالأخرة} انتصاب {وحده} على الحال عند يونس، وعلى المصدر عند الخليل، وسيبويه، والاشمئزاز في اللغة: النفور.
قال أبو عبيدة: اشمأزت نفرت، وقال المبرد: انقبضت.
وبالأوّل قال قتادة، وبالثاني قال مجاهد، والمعنى متقارب.
وقال المؤرّج: أنكرت، وقال أبو زيد: اشمأزّ الرجل ذعر من الفزع، والمناسب للمقام تفسير اشمأزت بانقبضت، وهو في الأصل: الازورار، وكان المشركون إذا قيل لهم: لا إله إلا الله انقبضوا، كما حكاه الله عنهم في قوله: {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القرآن وَحْدَهُ وَلَّوْاْ على أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا} [الإسراء: 46]، ثم ذكر سبحانه استبشارهم بذكر أصنامهم، فقال: {وَإِذَا ذُكِرَ الذين مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} أي: يفرحون بذلك، ويبتهجون به، والعامل في إذا في قوله: {وَإِذَا ذُكِرَ الله} الفعل الذي بعدها، وهو: اشمأزت، والعامل في إذا في قوله: {وَإِذَا ذُكِرَ الذين مِن دُونِهِ} الفعل العامل في إذا الفجائية، والتقدير: فاجئوا الاستبشار وقت ذكر الذين من دونه.
ولما لم يقبل المتمردون من الكفار ما جاءهم به من الدعاء إلى الخير، وصمموا على كفرهم، أمره الله سبحانه: أن يردّ الأمر إليه، فقال: {قُلِ اللهم فَاطِرَ السموات والأرض عَالِمَ الغيب والشهادة أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} وقد تقدّم تفسير فاطر السماوات، وتفسير عالم الغيب، والشهادة، وهما منصوبان على النداء، ومعنى {تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ} تجازي المحسن بإحسانه، وتعاقب المسيء بإساءته، فإنه بذلك يظهر من هو المحقّ، ومن هو المبطل، ويرتفع عنده خلاف المختلفين، وتخاصم المتخاصمين.
ثم لما حكى عن الكفار ما حكاه من الاشمئزاز عند ذكر الله، والاستبشار عند ذكر الأصنام ذكر ما يدلّ على شدّة عذابهم، وعظيم عقوبتهم، فقال: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا في الأرض جَمِيعًا} أي: جميع ما في الدنيا من الأموال، والذخائر {وَمِثْلَهُ مَعَهُ} أي: منضمًا إليه {لاَفْتَدَوْاْ بِهِ مِن سُوء العذاب يَوْمَ القيامة} أي: من سوء عذاب ذلك اليوم، وقد مضى تفسير هذا في آل عمران {وَبَدَا لَهُمْ مّنَ الله مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ} أي: ظهر لهم من عقوبات الله، وسخطه، وشدّة عذابه ما لم يكن في حسابهم، وفي هذا وعيد عظيم، وتهديد بالغ، وقال مجاهد: عملوا أعمالًا توهموا أنها حسنات، فإذا هي سيئات، وكذا قال السدّي.
وقال سفيان الثوري: ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء هذه آيتهم، وقصتهم.
وقال عكرمة بن عمار: جزع محمد بن المنكدر عند موته جزعًا شديدًا، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: أخاف آية من كتاب الله {وَبَدَا لَهُمْ مّنَ الله مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ} فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب.
{وَبَدَا لَهُمْ سَيّئَاتُ مَا كَسَبُواْ} أي: مساوىء أعمالهم من الشرك، وظلم أولياء الله، وما يحتمل أن تكون مصدرية، أي: سيئات كسبهم، وأن تكون موصولة، أي: سيئات الذي كسبوه {وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ} أي: أحاط بهم، ونزل بهم ما كانوا يستهزئون به من الإنذار الذي كان ينذرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وَإِذَا ذُكِرَ الله وَحْدَهُ اشمأزت} الآية قال: قست، ونفرت {قُلُوبٍ} هؤلاء الأربعة {الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالأخرة} أبو جهل بن هشام، والوليد بن عقبة، وصفوان، وأبيّ بن خلف {وَإِذَا ذُكِرَ الذين مِن دُونِهِ} اللات، والعزى {إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}.
وأخرج مسلم، وأبو داود، والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته: «اللَّهم ربّ جبريل، وميكائيل، وإسرافيل فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما أختلف فيه من الحقّ بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم». اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة: {قُلِ اللهم فَاطِرَ السماوات والأرض عَالِمَ الغيب والشهادة أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}.
عَلَّمَه صلى الله عليه وسلم سبحانه.
وتشتمل الآيةُ على الإشارة إلى بيان ما ينبغي من التنَصُّل والتذلُّلِ، وابتغاءِ العَفْو والتفضُّلِ، وتحقيق الألتجاء بِحُسْنِ التوكل. ثم أخبر عن أحولهم في الآخرة فقال: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا في الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
لافتدوا به.. ولكن لا يُقْبَلُ منهم، واليومَ لو تصدَّقوا بمثقال ذرة لَقُبْلَ منهم.
كما أنهم لو بَكَوْا في الآخرة بالدماء لا يُرْحَمُ بكاؤهم، ولكنهم بدمعة واحدةٍ- اليومَ- يُمْحَى الكثيرُ من دواوينهم.
قوله جلّ ذكره: {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لِمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ}.
في سماع هذه الآية حَسَراتٌ لأصحاب الانتباه.
وفي بعض الاخبار أن قومًا من المسلمين من اصحاب الذنوب يُؤْمَرُ بهم إلى النار فإذا وافوها يقول لهم مالِكٌ: مَنْ أنتم؟ إن الذين جاؤوا قَبْلَكُمْ من أهل النار وجوهُهم كانت مُسْوَدَّةً، وعيونُهم كانت مُزْرَقَّة وأنتم لستم بتلك الصفة، فيقولون: ونحن لم نتوقع أن نلقاك، وإنما انتظرنا شيئًا آخر! قال تعالى: {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ} {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48)} حاق بهم وبالُ استهزائهم وجزاءُ مَكْرِهم. اهـ.